عودة الروح إلي الجسد


" أذا كان خروج الروح من الجسد مؤلم .*. فإن عودتٌها إليه أشد آلماٌ "

 لا أذكر جيداً متي تعلمت أو أين قرأت هذه الكلمات ولكن كل ما أذكره حقا هو ذلك الشعور الذي تملكني فجأة و بدون سابق إنذار.  نعم ..! لقد كان هذا هو شعوري عندما رأيتها تسير في ذلك المكان الذي أعتدنا السير فيه سويأ ، نتحدث طواله عن كل ما تعرضنا له من أحداث خلال يومنا , وعلي الرغم من طول المسار كان ينطوي كأنه لحظة عابرة من لحظات عمرك التي تغمض فيها عينيك ولا تدري إذا كنت ستتمكن من فتحها ثانية أم لا، لم تكن مثل هذه الأمور تشغل بالنا وقتها حيث أننا كنا نؤمن  بأرتباطنا روحياً  دون أي قيود زمنية أو مكانية ، ولكن هذه المرة لم تكن تمشي بجواري ... فقد كانت تسير وحدها عبر هذا الطريق تبدو وكأنها تتمايل يميناً و يساراً وكأنها ترسم لوحة فنية علي الأرض  وتارة أخري تبدو وكأنها تتحدث إلي  نفسها علي نغمات موسيقية لا يعرف لحنها سواها ، فهكذا كانت تسير وهكذا كنت أراقبها حتي أختفت عن أنظري فحينها فقط أفقت من غفوتي وعدت إلي أرض الواقع وأوقفت سيارتي بعد أن تخطيتها ببضعت أمتار أو أكثر

 وعندما لامست قدمي الأرض لم أكن أشعر بها تحتي فقد فقدت الأحساس مع تسارع دقات قلبي ولكني لم أعتري أنتباه لما ينتابني من هذه الأشياء وإذا بي أعاود أدراجي ورائها لكي أتحقق ما إذا كانت هي حقاً أم أني أحلم علي أرض الواقع الذي أعيشه وكلما أقتربت أكثر كلما تسارعت دقات قلبي أكثر و تزايد تدفق الأفكار إلي ذهني كالفيضان .. ماذا ستقول ؟ ماذا سيكون رد فعلها ؟ أما زال هناك مجالاً للحوار بيننا ؟ ألا زالت هي ملكتي التي طالما حلمت بها ؟  أم أنها لم تعد مثل ما كانت دوما عليه أو كما كنت أراها عليه ؟ أم أني أتمني أن لا تكون هي حتي  يهدء قلبي قليلا و يستكين ذهني لبرهة حتي أتمالك نفسي ... ولكن ظلت هذه الأحتمالات تراودني ...هل  ...  ؟ ...يا تري ؟  ...ربما ؟

ولا أدري كم من الوقت قد مضي ولكني ها هنا قد أقتربت و تيقنت أنها هي ، فإذا بلساني ينطق بإسمها الذي طالما كان ينبض به قلبي، فهو إسم يحمل بين طياته الكثير و الكثير من معاني الحياة  و الأمل و الأسرار التي يصعب علي أحد أكتشافها إلا إذا كان ممن يحبون بكل كيانهم و يشعرون بأرواح الأخرين  و يتعمقون بداخلها . فهكذا كانت هي و هكذا كنت معها.


كان لقاءاً قَدر له أن يكون في هذا الوقت و في ذلك المكان، لم آلحظ تلك اللهفة التي كانت أرها في عينيها قديماً ، لم أشعر ذلك الأحساس الذي طالما كانت تخفيه بدخلها وهي معي . لم يكن سوي لقاءاً بارداً  يتجنب كلاً منا التحدث فيه أو النظر إلي الأخر علي عكس ما كان يشهده هذا المكان منذ فترة ليست بالطويلة و ليست بالقصيرة و لكني أدركت حينها أنها كانت فترة كافية لكي تتبدل  فيها المشاعر و الأحاسيس . الأن فقط قد هدئت دقات قلبي فلم يعد مجالاً للتوقعات حيث أني أدركت أن ما سأسمعه أو أشهده سيفوق كل توقعاتي  . حقاً لقد كان كذلك .... لم يستغرق حديثنا أكثر من العشرة دقائق أحسست فيهما أني كنت أتحدث إلي واحدة آخري  يبدو أنها تحمل نفس أسم مليكتي و لها أيضاً نفس ملامحها ولكن للأسف قد فقدت روحها التي أحببتها دوماً


ليتني لم أراها .... ليتني لم أتبعها .... ليتني لم أحدثها 


أجبني عزيزي القارئ هل قابلت يوماً أحد يستطيع أن يجعلك تشعر بأن روحك قد عادت إليك وفي نفس ذات اللحظة يسلبها منك مرة أخري ! ... يا لها من أحاسيس  متناقضة  قاتلة قد تقودك إلي الجنون تارة وإلي المجهول تارة أخري و لكنها في كل الأحوال ستبقي لك ذكري لا تتمني أن تتذكرها


فلترقدي بسلام حبيبتي ... فحقاً سأشتاق إليكي

Comments

  1. Good one my neighbor :)
    Keep going...

    ReplyDelete
  2. Thanks my dear neighbor too (^_^)
    Sure I will , something different to break the boring life ;)

    ReplyDelete
  3. ما أن قرأت الكلمات حتى راودتنى قصيدة بعد الحب لكريم العراقى

    ReplyDelete
    Replies
    1. تصدق أول مرة أقرأ القصيدة نفسها ليها طعم تاني بس كاظم ليه أسلوبه برده

      Delete

Post a Comment

Popular Posts